[دانة البحرين]

2004/06/13
**م. سميرة فتحي

-----------


غرفة المعيشة تجمع شمل الأسرة

[img]http://www.londonbay*****/renovations/gulfshore_condo/images/1%20Living%20Room.jpg[/img]

تمثل غرفة المعيشة أهمية خاصة لأفراد الأسرة؛ فهي المحضن الاجتماعي للترابط الأسري؛ حيث إنها الحجرة التي يتعايش فيها أفراد الأسرة جميعهم، يمكثون بها طوال النهار لممارسة نشاطاتهم اليومية المختلفة.

وهي مكان ممتع لاجتماع العائلة قرب المدفأة في البلاد الباردة، وتحت الهواء البارد المنعش للتكييف في البلاد الحارة، وحول طاولة الشاي والقهوة يتذوقون دفء الشعور (باللمة) والجو الأسري؛ فهو الركن الذي يستمتع فيه الأفراد بالراحة بعد عناء يوم طويل من العمل، فيتحدثون ويمزحون ويمارسون هواياتهم الأخرى من قراءة وكتابة ومشاهدة للتلفاز.

وإذا كان ركن المذاكرة يحتل الصدارة في الموسم الدراسي فهذه الغرفة -غرفة المعيشة- تحتل الصدارة من الاهتمام في الإجازة الصيفية؛ حيث يقوم الأبناء بمشاهدة أطول للتلفاز، وممارسة الهوايات الأخرى من اللعب والرسم والقراءة الحرة للكتب والقصص المسلية، واللعب بالأتاري والـ Play Station.

والاعتناء بتنسيق هذه الحجرة والاختيار السليم لمفرداتها من الأثاث والفراش ينعكس بشكل كبير على بقية أرجاء المنزل ويسهّل ترتيبه، فإذا استطعنا أن نستوعب النشاطات المختلفة للأفراد الموجودين بالمنزل في تلك الغرفة فذلك يوفر الكثير على القائمين بنظافة وتنسيق المكان.

مساحة حرة

وغرفة المعيشة لا يوجد لها تجهيز خاص بها أو قطع أثاث معينة لها؛ كالسرير لحجرة النوم أو المكتب لركن المذاكرة، ولكن قطع أثاثها تتبع متطلبات كل بيت حسب نشاطات ساكنيه، فتختلف قطع الأثاث باختلاف الأغراض المعيشية والأشخاص الذين يقيمون بها حسب ثقافاتهم وأعمارهم وهواياتهم المختلفة.

فعند اختيار أثاث هذه الغرفة نقوم بتحديد النشاطات التي ستمارس بها، ومن ثَمَّ نحدد قطع الأثاث المناسبة لكل نشاط، مع تحديد ركن خاص له بالحجرة كالآتي:

1- ركن للتحدث واجتماع الأسرة لشرب الشاي والقهوة، ويحتاج هذا الركن إلى مقاعد وأريكة منخفضة وثيرة ومريحة، تتوسطها مائدة لوضع الشاي والقهوة.

2- ركن لمشاهدة التلفاز وسماع الكاسيت، وقد يكون هذا الركن هو الركن السابق، مع مراعاة مقابلته بخزانة يوضع فيها التلفاز والفيديو وأجهزة الكاسيت وأجهزة ملحقة للعب؛ كالأتاري والـ Play Station.

3- ركن لتناول وجبة الإفطار أو الوجبات كلها، في حالة عدم وجود حجرة خاصة بالطعام. وهذا الركن قد يحتوي على مائدة صغيرة حولها كراسي في ركن من أركان الغرفة، وقد تكون مائدة وعدة كراسي قابلة للطي؛ تطوى وتفرد عند الاستخدام.

ويحتاج الأمر -أيضا- إلى خزانة لحمل بعض الأكواب والأطباق وأدوات المائدة، وإذا لم يتسع المكان لخزانة منفصلة تلحق تلك الأدوات بالخزانة الأولى -خزانة التليفزيون- ونضع لها تصميما مناسبًا للغرضين معا.

4- ركن القراءة: وهو ركن يقوم فيه الوالدان بقراءة الجرائد اليومية والمجلات في الصباح، وتقوم أيضا الأم فيه بجمع أطفالها حولها لتقرأ لهم القصص المسلية المحببة إليهم.

وهذا الركن يحتاج إلى مقاعد وثيرة، ويفضل أن توضع بالقرب منها إضاءة تناسب القراءة، وأيضا خزانة لحمل هذه الكتب والمجلات والقصص وغيرها من الكتب الثقافية المختلفة.

لذا نحتاج إلى مكتبة في هذه الغرفة، وقد يدمج في هذه المكتبة الغرضان السابقان؛ وهما وضع التلفاز، ومكان آخر لأدوات المائدة.

5- ركن الكتابة: ويحتاج إلى مكتب منفصل أو رف أسفله درج لحفظ الأدوات يسحب من المكتبة الخاصة بالحجرة، وكرسي، وسلة للأوراق المتخلفة عن الكتابة والاستخدام. وقد يكون هذا الركن عبارة عن قطعة أثاث جميلة تزين المكان كالسكرتيرة توضع في ركن ما، ثم تفتح عند الكتابة عليها.

6- ركن للعب الأطفال: ويحتاج إلى طاولات منخفضة ومقاعد صغيرة للأطفال، كما يجب أن يوفر مكان لتخزين ألعابهم. قد يكون هذا المكان عبارة عن (ضلف) سفلية في المكتبة السابقة أو قد تكون عبارة عن صناديق جميلة الشكل تصمم لتكون خزانات، وقد تثبت أعلاها وسائد فتستخدم للجلوس عليها.

7- ركن للحياكة: فإذا كانت ربة المنزل ممن يجدن الحياكة ولديها ماكينة لذلك، فالمكان الأنسب لوضع هذه الماكينة هو حجرة المعيشة، فتوضع في ركن خاص بها إذا اتسع المكان لذلك، وقد تخزن في خزانة ثم تخرج من هذا المكان لتوضع على مائدة وأمامها كرسي عند الاستخدام، ثم تعاد إلى مكانها عند الانتهاء من ذلك.

8- ركن لممارسة الهوايات الخاصة: قد يكون لبعض أفراد الأسرة هوايات خاصة كالرسم أو عمل "الفازات" البدوية أو "بوكيهات" الزهور الصناعية أو المفارش المضلعة، وإتقان بعض هذه الأشغال اليدوية يحتاج إلى ركن في هذه الحجرة، يستطيع فيه هذا الفرد إنتاج أشغاله الفنية بسهولة.

غرفة الأسرة

ومن النشاطات السابقة يتضح لنا أن هذه الغرفة هي غرفة خاصة جدا بأفراد الأسرة، فعند اختيارها يجب أن تكون بمنأى عن حجرة الاستقبال ومدخل المنزل؛ حتى لا تكون قريبة من أعين الضيوف؛ لأن هذه الحجرة يتعايش فيها أفراد المنزل بسلامة ودون تكلف، فهي حجرة زاخرة بأركان خاصة تغمرها في بعض الأحيان فوضى بيتية محببة إلى أنفسهم؛ كتناثر بعض لعب الأطفال أثناء لعبهم تحت إشراف الأم التي تقوم بقراءة كتاب ما أو مشاهدة برنامج في التلفاز أو حياكة بعض الملابس والمفروشات لهم، أو بعض الأمهات اللاتي يتقن أعمالا فنية كالرسم على الزجاج أو تصميم "تابلوهات" من صنع أيديهن.

كل هذه النشاطات تحتمل تناثر بعض الأقلام والألوان والأدوات الخاصة بذلك. وأيضا في هذه الغرفة يعقد أفراد الأسرة اجتماعاتهم لمناقشة مشاكلهم والتحدث في أمورهم الخاصة، لهذا فإن هذه الغرفة يجب ألا تصل إليها أعين أو آذان شخص غريب بسهولة.

وليس معنى أنها غرفة خاصة جدا بأفراد الأسرة أن نعتني بالغرض منها دون الاعتناء بديكورها ووسائل تجميلها وتزيينها، ولكن حري بنا أن نهتم بهذه الغرفة التي نمكث بها وقتا طويلا؛ مراعاة لراحتنا النفسية والبصرية فيها.

فلا ننس لمسة جمال التابلوهات على الحائط، والفازات والمفارش على الموائد، ومراعاة جمال المفروشات واختيار ألوانها المتناسقة، واختيار السجادة أو الكليم المناسب للون أقمشة المفروشات، فإذا كانت المفروشات تحمل رسومات كثيفة فيجب اختيار رسومات السجادة بسيطة والعكس صحيح، ويمكننا استخدام السجاد المقلد في غرفة المعيشة؛ حيث إنها عرضة للاستخدام بدرجة كبيرة.

منقول من اسلام اون لاين